احتفظ كونراد هيلتون مالك سلسلة فنادق هيلتون الشهيرة بصورة لفندق “والدروف” تحت زجاج مكتبه، وظل طوال 18 عاماً يتأمل في ذلك الفندق العظيم، الذي يتكون من 42 طابقاً، و6 مطاعم، و200 طبّاخ، و500 نادل، و2000 غرفة، ومستشفى وقطار يمتد إلى مواقف السيارات في قبو الفندق، وبعد تلك الأعوام الـ18 استطاع “هيلتون” امتلاك الفندق وتحقيق أحد أهم أحلامه الكبيرة.
ووصل عدد فروع مطعم كنتاكي الذي تعود ملكيته للأمريكي هارلند ساندرز إلى 600 فرع، بعد أن كان في بداياته يقدم الوجبات السريعة للمسافرين، بالإضافة إلى أن “ساندرز” كان حاصلاً على الشهادة الجامعية في القانون، وسبق له العمل في مجالات متعددة، لكنه تبع شغفه الذي أسهم في نجاحه، بعد أن تردد على أكثر من ألف مطعم لبيع خلطته السرية.
هذان المثالان وغيرهما كثير من الأمثلة التي تدل على أهمية وجود الشغف في حياة الأشخاص الناجحين، فهو الذي يدفع الإنسان وإن كان بلا إمكانات ولا شهادات ولا خبرات، وهو الذي يجعل الحلم البعيد قريباً من صاحبه، يفكر به ليلاً ونهاراً، ويعمل من أجله، ويبحث عن كل ما يقرّبه منه.
الشغف هو مزيج من التفاؤل، والعمل، والطموح، والتفاني، والأحلام.. هو صفة نادرة لا توجد في كل البشر، تستطيع أن تستدل عليها من خلال ملاحظة أحاديثهم، وأعمالهم، وأفكارهم، فهم أشخاصٌ متميزون عن غيرهم، قد يخيّل إليك من اللحظة الأولى التي تقابل فيها أحدهم أنك تتحدث مع شخص من كوكب آخر، وبالفعل فهم من كوكب آخر، هو كوكب الناجحين، الكوكب الذي لا مكان فيه للفاشلين، والمتشائمين، والمتذمرين، وكل من ينظر بسوداوية إلى الحياة، ويتعامل بسلبية مع العالم، فهو بلا طموح ولا أهداف ولا شغف.