إحدى السيدات الفاضلات خرجت بالأمس من منزلها على كرسيها المتحرك وذهبت إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض لاستقبال أبطالنا الفائزين بمسابقة آيسف العالمية والمشاركة في الاحتفال بهم..ولم يكن لها ابن أو ابنة أو قريب من ضمن الفائزين..ولكنها خرجت من أجل العلم والعلماء..وعبرت عن ذلك بقولها:(هذا العِلم..وليس هناك أغلى من العِلم..أنا أمٌ لدكاترة وأشعر أن هؤلاء أبنائي..وهؤلاء هم باكورة رؤية محمد بن سلمان..وانتظروا القادم المشرق).
أحد الطيارين المشهورين يذهب هو أيضاً للمطار..ليس من أجل رحلةٍ هذه المرَّة..وإنما للمشاركة في هذا المهرجان الرائع والاحتفاء بمستقبل هذا الوطن..ويطبع قبلة على رأس أحد الفائزين وهو في مقام الصغير من أبنائه.
ضابط جوازات برتبة عميد يقف في صف المستقبلين ويقدم الورود لأبنائنا وبناتنا ويهنئهم بالفوز..وحتى ضباط وصف ضباط الجوازات يضعون العلم السعودي على أعناقهم وترى الفرحة في عيونهم وهم يضعون ختم الدخول على جوازات هؤلاء الأبناء.
مدير تعليم ترى الدمع يترقرق في عينيه وهو يعبر للإعلام عن مدى فخره بهؤلاء الأبناء..وهو يزهو بين الجموع وكأنه يقول:انظروا..هذا هو نتاجنا..هذه هي ثمارنا الطيبة.
وهناك مئات الكاميرات والصحفيين الذين يتسابقون لتصوير المشهد المبهج..وإجراء لقاءات مع علماء المستقبل..بل وتبث القنوات السعودية لحظات الوصول والاستقبال على الهواء مباشرة.
أما في وسائل التواصل الاجتماعي فحدِّث ولا حرج عن فرحة السعوديين وافتخارهم بأبنائهم وبالإنجاز الذي حققوه..وكأنَّ كل بيت له ابن أو ابنة من ضمن الفائزين.
كنت أظنُّ جيل محمد بن سلمان هم مجموعة الشباب من الأربعين وما دون..ولكنني كل يوم أقتنع أكثر وأكثر بأننا جميعاً جيل محمد بن سلمان..كلنا..كلنا..وكأنها طاقة تدبُّ في أجسادنا..وقناعات تتسلل إلى عقولنا..وغبطة نجدها في نفوسنا..وأماكن وزوايا وأبعاد عنَّا وعن وطننا وعن إمكاناتنا ومستقبلنا نراها للمرة الأولى بأعيننا.
إنها العقلية الجديدة..الروح الجديدة..التفكير المختلف..الأهداف المرسومة الواضحة..والطموح الوثَّاب..الذي يتشارك فيه السعوديون من جذور الانتماء إلى عنان السماء.
هذه الأمور التي بعثها فينا هذا الرجل الواثق الملهم..هذا الرجل البطل..هذا الشاب الناجح المثابر الذي يعمل ليل نهار لرفعة بلاده..ويحقق الإنجاز تلو الإنجاز..ويتجاوز العقبات ويطأ أشواك الطريق..هذا العملاق كطائر الفينيق..هذا الزعيم الذي جاء في وقته المناسب.
إن كل ذلك يجعلنا نقول بكل ثقة وفخر:إننا جميعاً جيل محمد بن سلمان.