قد لا يبدو المشهد الرياضي جليّاً للجميع، حتى لكبار المستثمرين، وأعني هنا مسألة الاستثمار في المجال الرياضي، ولكن عندما تدرك حقيقةً واحدةً حول هذا الموضوع فستتضح لك الأمور، وسيزول استغرابك تماماً من تهافت الشركات المعلنة على حجز مساحاتها على قمصان اللاعبين ومرافق الأندية والملاعب الرياضية، هذه الحقيقة هي أن الاستثمار في المجال الرياضي من أكثر أنواع الاستثمار تأثيراً ومردوداً، وأن الإعلان الرياضي من أكثر أنواع الإعلانات ديمومةً في عالم التسويق، وتحديداً في مجال كرة القدم.
بل إن ما تدفعه تلك الشركات من مبالغ كبيرة على الإعلانات والرعايات الرياضية قد تسترده في مدة وجيزة، فهذا نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الذي ترعاه شركة “أكور” بعقد تبلغ قيمته 43 مليون جنيه إسترليني سنوياً، وقّع مؤخراً مع اللاعب الأرجنتيني “ميسي” في صفقة غير متوقعة لعموم الرياضيين؛ وهو ما يعني أن الشركة الراعية التي ظهرت علامتها التجارية على قميص ميسي أثناء توقيع العقد هي الرابح الأكبر، حيث تم بيع أكثر من 800 ألف قميص في الأسبوع الأول من انضمام اللاعب للفريق، فكم سيباع من القمصان خلال العام الأول على سبيل المثال؟
وكم ستجني الشركة الراعية من وراء انتشار علامتها التجارية على قميص اللاعب، والنادي الذي أصبح يضم أحد الظواهر في كرة القدم الحديثة؟
ولنعد بالذاكرة إلى الوراء قليلاً، إلى ما قبل 50 عاماً أو أقل، فمعظم المتابعين لكرة القدم المحلية ما زالوا يتذكرون أسماء الشركات المعلنة في الملاعب أو على قمصان اللاعبين، بل إننا ما زلنا نشاهد بعض المقاطع للأهداف الشهيرة في تلك الحقبة، حيث تظهر الشركات المعلنة في ذلك الوقت في تلك المقاطع؛ وهو ما يؤكد استمرارية الإعلان الرياضي لسنوات طويلة، مقارنةً بأنواع الإعلانات الأخرى، ويؤكد كذلك على تأثير الاستثمار الرياضي.