“داعش” يُغير اسمه ويعلن دولة “الخلافة الإسلامية” تحسبًا لتوسعه
أعلن التنظيم الإرهابي أو ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق، والشام المعروف بـ “داعش”، قيام ما سماها ” الخلافة الإسلامية”، وبايع زعيمه عبد الله إبراهيم الملقب بأبو بكر البغدادي رجل أيمن الظواهري سابقا “خليفة للمسلمين”.
ونشرت “الدولة الإسلامية في العراق والشام” عبر أحد حساباتها على موقع تويتر فيديو تُعلن فيه كسر الحدود، وبدء المرحلة النهائية لإقامة الدولة الإسلامية التي ستشمل منطقة الساحل، والمغرب العربي التي تضم الجزائر، ليبيا، تونس، موريتانيا، الصحراء الغربية والغرب، وهو ما تفسره سلسلة الاجتماعات التي عقدها أنصار الشريعة في كل من تونس، وليبيا مع قادة “داعش” في مدينة درنة الليبية تحسبًا لإعلان تنظيم إرهابي ينشط تحت الدولة الإسلامية في العراق والشام الأم، ويحمل تسمية مغاربية ستكون الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي.
وتحول البغدادي إلى ظاهرة مع إعلان قيام التنظيم في العراق بعد انشقاقه عن تنظيم “القاعدة” وزعيمه أيمن الظواهري، حيث وصفته جريدة “لوموند” الفرنسية بـ “الأسطورة” التي تتردد أصداؤها في “الدوائر الجهادية” من إندونيسيا إلى الساحل، مرورًا بالضواحي الأوروبية.
وينسب البغدادي نفسه إلى الخليفة أبي بكر، وإلى العاصمة العراقية بغداد التي يرغب في إقامة مثلث بين الأنبار، وصلاح الدين وديالى؛ لتطويقها وضمها إلى “دولته الإسلامية في العراق والشام”، ومعه عشرات الآلاف من “الإرهابيين” العراقيين.
وترجع أصول البغدادي إلى منطقة ديالى شرق العراق، هو أحد أفراد عائلة تنتمي إلى عشيرة السامرائي وتابع تحصيله العلميّ في “الجامعة الإسلامية” في بغداد، لم يحمل السلاح قبل الاجتياح الأميركي للعراق العام 2003، وانضم إلى “القاعدة” تحت إمرة أسامة بن لادن، في الفترة التي ساد فيها التدخل الأمريكي في العراق بعد إزاحة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، كما عُـرف عنه في سجله العسكري، أنه مقاتل شرس لا يرحم، حيث تتلمذ على يدي الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي، علمًا أن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق”، رأى النور مِن رحم منظمة “القاعدة في بلاد ما بين النهرين” التي كان يرأسها “الزرقاوي” قبل مقتله، ثم كان لانسحاب القوات الأمريكية من العراق في 2011، وللأداء السياسي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأثر الواضح في تمتين قبضة البغدادي في نواح عدة من العراق، ومع اندلاع الحراك المعارض في سورية في 2011، برزت تدريجيا طفرة في الجماعات الإرهابية المتطرفة.
واستمر نشاط “داعش” الميداني منذ 2011 وحتى اليوم، بوتيرة وتدبير أتاح له السيطرة على أراضٍ قريبة من العاصمة العراقية بغداد إلى مناطق في دمشق، والحدود الأردنية إلى الحدود التركية.
وأصبح البغدادي اليوم ممسكًا بزمام أمور الفلوجة، وجزء من الرمادي في العراق، كما ينشط في اللاذقية، وحلب، وإدلب، وحماة علمًا أن تنظيمه مني بخسائر كبيرة في سوريا حيث وجه له الجيش العربي السوري ضربات موجعة، غير أنه لا يزال يستقطب إرهابيين من حول العالم.