رصد نيوز _ سارة بنت بخيت الجهني
حثّ الإسلامُ الإنسانَ على إعمال العقل، واستثمار قدراته التي أودعها الله فيه، فدعا إلى التعلم والتفكر والتدبر في آيات الله تعالى، التي سخرها للإنسان في هذا الكون، ونبذ الجمود والتقليد.
ومن هنا فإن التفكير السليم، والتخطيط الجيد، ورسم الأهداف المرتبطة بالإمكانات الواقعية المتاحة، هي الخطوة الأولى للسير الصحيح نحو مستقبلٍ مشرق، فلا يمكن أن يتقدم الإنسان أو يتطور إذا كان يتعامل مع واقعه بعشوائية، ويسير بلا رؤية واضحة.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوة حسنة؛ إذ يقول: “إنْ قامَتِ السّاعةُ وبيَدِ أحَدِكُم فَسيلةٌ، فإنِ استَطاعَ ألّا يقومَ حتى يَغرِسَها، فلْيَفْعَلْ”. فمن المهم اغتنام الفرص، واستغلال العمر في السعي والعمل والتفكر، وعدم التقاعس عن أن يكون الإنسان منتجًا، نافعًا لنفسه ولمجتمعه.
ومن الأهمية بمكان ظهور ما يُعرف اليوم بعلم المستقبل، أو استشراف المستقبل، والذي يُعنى باستحضار الماضي، ودراسة الواقع، واستشراف المستقبل؛ للبحث عن حلولٍ عملية للقضايا المعاصرة والمشاكل الحالية، وذلك بدراستها، ومعرفة أسبابها، ووضع الخطط والأهداف المستقبلية التي تعيننا على معالجتها، وتغيير مسارها من خلال النظر في البدائل الممكنة والمتاحة؛ لتجاوز العقبات والعثرات، للظفر بمستقبل مشرق طموح.
وقد سارت هذه البلاد -حرسها الله وأيدها بنصره وتمكينه- على هذه الخُطى، من خلال إطلاقها لرؤية المملكة الطموحة (2030)، والتي تعتمد على ثلاث ركائز مهمة، وهي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح؛ لرسم مستقبل واعد ومزهر لهذه البلاد، التي تزخر بالثروات المادية والبشرية، والإمكانات الهائلة التي تؤهلها للسير في مصاف دول العالم المتقدمة.