بالصور ..بمحافظة ميسان: ترميم مبنى حكومي جديد والـ”نزاهة” غائبة

استبشر سكان محافظة ميسان بجنوب الطائف خيرا بعد أن شرعت بلدية محافظة ميسان في تنفيذ مبنى السوق المركزي للخضار والفواكه على الشارع العام، وما أن شارفت أعمال الإنشاء على نهايتها حتى تبددت كل الأحلام وأصبحت سرابا.

فالمبنى المزعوم أصبح مثارا للعديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام التي يطرحها سكان المحافظة ، وتدور حوله الشبهات، وذلك بعد أن مضى أكثر من عام ونصف على استلام البلدية للمبنى من المقاول المنفذ للمشروع، حيث  رفض أصحاب محال الخضار نقل محلاتهم إليه مع أن بعضا منهم قد دفع مقدم الإيجار مقابل ذلك، إضافة إلى رفض أحد المستثمرين استلام الدور الدور العلوي من المبنى وذلك بعد أن قام باسئجاره من البلدية على أمل أن تقوم البلدية بعمل بعض التعديلات التي يرغب بها المستثمر لتحويل الدور العلوي من المبنى إلى شقق مفروشة، فشبابيك الغرف الداخلية تفتح إلى داخل المبنى!! وسطع المبنى تتسرب منه المياه عند نزول الأمطار، وخزان المياه وخزان التصريف صغيرة جدا ولا تفي بحاجة مثل هذا المبنى، ولكن أن البلدية رفضت القيام بأي تعديلات على المبنى، ليقوم المستثمر بعد ذلك بعمل التعديلات اللازمة بنفسه وعلى حسابه الخاص.

ويعود السبب في هذا الرفض من وجهة نظر أصحاب محلات الخضار إلى عدم مناسبة المبنى، كون واجهة المحلات في مفارقة عجيبة تقع إلى داخل المبنى وليس على الواجهة كالمعتاد، بينما خلفية المحلات المطلة على الشاع العام عبارة عن زجاج مصمت، كما أنه لا يوجد بالمحلات  تصريف للمياه، إضافة إلى خلل بتمديدات المياه والكهرباء.

ويطالب مواطنو المحافظة وزارة الشؤون البلدية والقروية وإمارة منطقة مكة الكرمة و “نزاهة” وجميع الجهات ذات العلاقة بالتحقيق في أمر هذا المبنى، كون مايحدث هو صورة من صور إهدار المال العام، ومحاسبة كل المسؤولين والمتسببين.

الشيخ سامي بن حمود الحارثي إمام وخطيب جامع التعاون والمجاور لهذا المبنى تحدث عن هذا الموضوع قائلا: هذا المبنى يشكل خطورة حقيقية على مرتادي الجامع من المصلين حيث تركت فتحات الخزانات الأرضية والتصريف مكشوفة، كما أستغرب قيام المستثمر والذي سمعنا أنه قد استأجر المبنى بالقيام بأعمال ترميم لمبنى جديد!! ومن سيدفع للمستثمر هذه التكاليف ، وأذا كانت البلدية ستدفع ، فتحت أي بند سيتم الدفع؟ وإذا كان المبنى غير جاهز أو به عيوب إنشائية فكيف يتم استلامه من المقاول؟؟ وأتساءل هنا عن دور بلدية ميسان والمسؤولين عن المشاريع فيها، فالدولة رعاها الله لم تصرف الملايين لكي يتم العبث بها بهذه الطريقة.

أحد تجار الخضار ذكر بأنه قد قام بدفع دفعة مقدمة لاستئجار أحد المحلات إلا أنه فوجئ بعد ذلك بأن البلدية طلبت منه عمل سيراميك للمحل على حسابه الخاص، متسائلا: كيف تستلم البلدية المبنى من المقاول إذا كان لم يكتمل بعد؟ مطالبا الجهات ذات العلاقة بالتحقيق في أمر هذا المبنى الغريب الذي لا يعدو كونه إهدارا للمال العام، ومحاسبة مسؤول البلدية الذي اعتمد تصاميم هذا المبنى والذي أشرف على تنفيذه واستلامه.

فيصل بن عوض الحارثي أحد سكان المنطقة قال: أناشد سيدي أمير منطقة مكة المكرمة وأناشد الجهات الرقابية بتكوين لجان لتنقييم مشاريع بلدية محافظة ميسان، ومقارنة مع المبالغ الكبيرة التي تعتمدها الدولة سنويا لهذه المشاريع، وأضاف بأن هذا المبنى ماهو إلا مهزلة حقيقية من حيث التخطيط ومن حيث التنفيذ، وأطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك سواء البلدية أو المقاولين، وهل لدى رئيس البلدية مبررات مقنعة لكل ما يشاهد من عيوب في هذا المبنى العجيب، وأضرب مثلا لذلك بباب تفريغ الحمولات بالمبنى الذي يفتح على الشارع العام مباشرة دون أي مسافة فاصلة لوقوف السيارات أو الشاحنات!! فهل لذلك تفسير لدى البلدية أو حتى لدى المرور، وكأن البلدية قد أنشاءت هذا المبنى كشكل فقط، لا أن يكون له جدوى ويستفيد منه سكان المحافظة.

صحيفة “رصد نيوز” حاولت الاتصال بالمهندس فارس القرشي مدير مشاريع بلدية محافظة ميسان وأرسلت له رسائل نصية بذلك، لاستيضاح حقيقة الأمر، إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا.

 

جانب من أعمال الترميم التي يقوم بها المقاول

واجهة المحلات دون أبواب للخارج

شبابيك الغرف الداخلية تفتح إلى الداخل

تسريب سقف المبنى

مدخل المبنى

ترميم سطح المبنى من قبل المستثمر