قمة الدوحة تؤكد على تعزيز الشراكة مع الأردن والمغرب ودعم مصر والعراق واليمن والتصدي للإرهاب
بحث المجلس الأعلى بدول مجلس التعاون لدول الخليج تطورات القضايا السياسية ، الإقليمية والدولية، في ضوء ما تشهده المنطقة والعالم من أحداث وتطورات متسارعة واتخذ بشأنها القرارات اللازمة .
حيث اختتم أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مساء اليوم الثلاثاء ، أعمال الدورة الخامسة والثلاثين للمجلس الأعلى بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة.
ورأس وفد المملكة العربية السعودية ، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
واطلع المجلس الأعلى على ما وصلت إليه المشاورات بشأن مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، حفظه الله ورعاه، بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد ، ووجه المجلس الوزاري باستمرار المشاورات واستكمال دراسة الموضوع بمشاركة معالي رئيس الهيئة المتخصصة في هذا الشأن ، وفق ما نص عليه قرار المجلس الأعلى بهذا الشأن في دورته الثالثة والثلاثين التي عقدت في الصخير بمملكة البحرين ديسمبر 2012م .
كما اطلع المجلس الأعلى على مرئيات الهيئة الاستشارية بشأن الموضوعات التي سبق تكليفها بدراستها وهي :
* تقييم مسيرة مجلس التعاون .
* التنمية البشرية في دول المجلس .
* التأشيرة السياحية الموحدة لدول المجلس .
وقرر إحالتها إلى اللجان الوزارية المختصة للاستفادة منها .
كما قرر تكليف الهيئة الاستشارية بدراسة الموضوعات التالية :
* تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دول مجلس التعاون .
* نمو مستوى الدخل لمواطني دول مجلس التعاون ورفاهيتهم .
* مستقبل النفط والغاز كمصدر للثروة والطاقة في دول مجلس التعاون وأهمية الحفاظ عليها كخيار استراتيجي أمني تنموي
وأكد البيان أن الجهود مستمرة لتشكيل القوة العسكرية الموحدة وأن العمل على الاتحاد النقدي الخليجي ما زال متواصلا، وأن مجلس التعاون يؤكد أهمية الاستمرار في العمل المتكامل بين دول المجلس.
وأعرب المجلس الأعلى عن ارتياحه لما تحقق من إنجازات في المجال الأمني، بما في ذلك بدء عمل جهاز الشرطة الخليجية من مقره في مدينة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة .
جاء ذلك في البيان الذي تلاه الامين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف بن راشد الزياني في اجتماع القمة الـ35 ، واضاف خلال البيان ان القمه بحثت تطورات القضايا الإقليمية في ضوء ما تشهده المنطقة، واتخاذ القرارات اللازمة ، واعتمدت الاجراءات اللازمة للوصول الي الاتحاد الجمركي، والقانون الموحد للغذاء لدول المجلس، بصفه استرشاديه، بما يهدف الي سلامة الغذاء المتبادل، وتسيير حركه التبادل، مع العمل بكل القواعد والمبادئ الموحدة لتكامل الأسواق المالية بدول المجلس بصفه استرشاديه..
واطلّع المجلس علي تقرير بشان الربط المائي في دول المجلس، موجِّهًا بسرعه الانتهاء من الاستراتيجية اللازمة، لدول مجلس التعاون، ومشروع انشاء سكك حديد مجلس التعاون، لتسهيل التجارة والانتقال بين دول المجلس، بحلول عام 2018.
كما اطلع المجلس الأعلى على قرارات وتوصيات مجلس الدفاع المشترك في دورته الثالثة عشرة، ووافق على إنشاء قوة الواجب البحري الموحدة (81).
ووافق المجلس الأعلى على توفير الخدمات العلاجية للأمراض المستعصية لمنتسبي القوات المسلحة بالدول الأعضاء في المستشفيات العسكرية والمراكز التخصصية في دول المجلس
وانطلاقاً من دول مجلس التعاون العميق بكرامة الإنسان ، واحترامها لحقوقه المكفولة بموجب أحكام الشريعة الإسلامية والأنظمة والقوانين الوطنية المعمول بها والتشريعات والصكوك الدولية ، اعتمد المجلس الأعلى ” إعلان حقوق الإنسان لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ” .
هذا وقد وافق المجلس الأعلى على تمديد العمل بوثيقة مسقط للنظام ( القانون ) الموحد للتسجيل العقاري العيني بدول مجلس التعاون بصيغتها الحالية كنظام (قانون) استرشادي .
الإرهاب:
تضمن البيان الختامي موقفا موحدا للدول الأعضاء حول ملفي التهديدات الإرهابية وخطرها على الدول العربية والمجتمع الدولي وتمثلت مواقفهم الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله وصوره مهما كانت دوافعه ومبرراته وصوره وأيا كان مصدره ، وأيد المجلس كل جهد إقليمي ودولي يهدف إلى مكافحة الإرهاب ، كما رحب البيان الختامي بقرار مجلس الامن فرض عقوبات على داعمي الارهاب مشدداً على المواقف الرافضة له وعلى ضرورة تجفيف مصادر تمويله.
مصر :
أكدت جميع دول المجلس دعمها التام لمصر ولرئيسها عبدالفتاح السيسي، في خطوة تؤكد انضمام قطر إلى باقي دول المجلس في دعم الإدارة المصرية الحالية في ما يحقق استقرارها وازدهارها.
وأكد المجلس على دور مصر العربي والإقليمي لما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية .
الإمارات :
أكد المجلس دعم حق السيادة على الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها إيران وهي طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى ، واعتبار أن أية قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث.
ودعوة جمهورية إيران الإسلامية للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
البحرين:
أكد المجلس الأعلى وقوفه إلى جانب مملكة البحرين في كل خطواتها في محاربتها للأعمال الإرهابية ، وإدانته الشديدة للتفجيرات الإرهابية التي راح ضحيتها أرواح بريئة ، مما يهدد الأمن والسلم الأهلي في مملكة البحرين.
ورحب المجلس بنتائج المؤتمر الدولي لمكافحة تمويل الإرهاب الذي عقد في المنامة ( نوفمبر 2014م) ، مؤكداً على ما ورد في إعلان المنامة الصادر عن المؤتمر الذي يعد مرجعاً في تحديد السبل والطرق الكفيلة للحد من ظاهرة الإرهاب بشكل كامل وشامل.
الأردن والمغرب :
أكد المجلس الأعلى على تعزيز الشراكة مع الاردن والمغرب ، حيث اطلع المجلس على ما تم تحقيقه من تقدم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة مع المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية ، واطلع على تقرير الأمانة العامة بشأن الحوارات الاستراتيجية بين مجلس التعاون والدول والمجموعات الأخرى، وأعرب عن ارتياحه للنتائج التي تم التوصل إليها بهذا الشأن
فلسطين:
أكد المجلس أن السلام الشامل لا يتحقق إلا بانسحاب إسرائيل الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ، طبقاً لقـرارات الشــرعية الدولية ذات الصـلة ومبادرة السلام العربية .
وشدد المجلس على بحث سبل دعم القضية الفلسطينية وما تضمنه من موافقة على خطة التحرك العربي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين وطرح الخطة لمشروع القرار العربي بشكل رسمي أمام مجلس الأمن ، مديناً الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والأماكن المقدسة ، محملاً سلطات الاحتلال الإسرائيلية ما نتج عن ذلك من استشراء لدائرة العنف ، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين الفلسطينيين والمقدسات الدينية.
اليمن :
طالب المجلس الأعلى بالانسحاب الفوري للمليشيات الحوثية من جميع المناطق التي احتلتها في اليمن ، وإعادة جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لسلطة الدولة ، وتسليم ما استولت عليه من أسلحة ومعدات .
وأكد المجلس الأعلى وقوفه مع اليمن الشقيق في مواجهة خطر الإرهاب أياً كان مصدره، وأدان استمرار الهجمات ضد قوات الأمن والقوات المسلحة اليمنية ، وما يقوم به تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من أعمال عنف تزعزع استقرار اليمن وتهدد أمن المنطقة.
وقدرت القمة جهود الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لفرض الاستقرار في جمهورية اليمن ، وحث كافة الأطراف على تغليب المصالح العليا لليمن والخروج بقرارات تصب في صالح أمن واستقرار البلاد.
سوريا:
أدان البيان الختامي جرائم نظام الأسد بحق السوريين إدانة صريحة وواضحة ، وأعرب عن قلق دول الخليج لاستمرار الوضع المأساوي للشعب السوري والبعد الإنساني فيه نتيجة لإمعان نظام الأسد في عمليات القتل والتدمير، داعياً الى ضرورةَ الحل السياسي للأزمة السورية وفقًا لجينيف 1 .
كما أكد المجلس على ضرورة تضافر الجهود الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية لكل المتضررين المدنيين، ودعمه لكل الجهود الهادفة لمساعدة وحماية المهجرين واللاجئين السوريين ، متمنياً أن تتكلل جهود المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا، بالتوفيق والنجاح.
العراق :
رحب المجلس الأعلى بالتوجهات الجديدة للحكومة العراقية ، داعياً إلى تضافر الجهود نحو تعزيز الشراكة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب العراقي ، وبما يُسهم في تحقيق أمن العراق واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه ، ويساعد على تعزيز الثقة وبناء جسور التعاون في منطقة الخليج العربي ، ويمكنه من التصدي للإرهاب باعتباره خطراً مشتركاً على الجميع .
وأكد المجلس الأعلى مجدداً دعمه لقرار مجلس الأمن رقم 2107/2013 ، الذي قرر بالإجماع إحالة ملف الأسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات الكويتية إلى بعثة الأمم المتحدة UNAMI لمتابعة هذا الملف ، آملاً مواصلة الحكومة العراقية جهودها وتعاونها مع دولة الكويت والمجتمع الدولي في هذا الشأن .
ليبيا :
طالب البيان الختامي بالوقف الفوري للعنف في ليبيا واجراء مصالحة وطنية ودعم مجلس النواب المنتخب.
كما أدان المجلس الأعلى تحكم المليشيات وسيطرتها على الساحة الليبية ، مؤكداً على أهمية أمن ليبيا واستقرارها ووحدة أراضيها.
ودعا المجلس كافة الأطراف الليبية لدعم الشرعية المتمثلة في مجلس النواب المنتخب ، متطلعاً إلى أن يقوم مجلس النواب والحكومة الليبية المؤقتة بتبني سياسات تراعي مصالح جميع الليبيين وتلبي تطلعاتهم، وتحقق الأمن والرخاء.
إيران :
تطلع المجلس إلى أن يكون تمديد المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني بين دول 5+1 وطهران إلى يونيو خطوة في الطريق إلى إغلاق الملف كاملاً ، كما أكد البيان الختامي على أهمية العلاقات مع ايران على أسس حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، واحترام سيادة دول المنطقة، والامتناع عن استخدام القوة، أو التهديد بها .
كما ثمن المجلس الأعلى الجهود التي تبذلها سلطنة عمان لتسهيل وصول مجموعة دول (5 + 1) وجمهورية إيران الإسلامية لاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني ، معرباً عن أمله بأن يفضي تمديد المفاوضات إلى حل يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني ، آخذا بعين الاعتبار المشاغل البيئية لدول المجلس .
وأكد المجلس الأعلى على أهمية جعل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل ، بما فيها الأسلحة النووية، مؤكداً على حق كافة الدول للاستخدامات السلمية للطاقة النووية.