الحوثيون “يذبحون” فرحة اليمنيين بالعيد في صنعاء وبوادر استقلال في الجنوب

يمر عيد الأضحى المبارك على اليمنيين وسط توترات سياسية وأمنية ليلقي ظلالاً من الكآبة على المواطنين، بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة وفشل محاولات التوافق على الحكومة وغياب سلطة القانون وانتشار المسلحين في شوارع العاصمة والمحافظات.
 
وتشكل سيطرة “أنصار الله” مهدداً كبيراً لحياة المواطنين وتنذر بحرب أهلية ذات بعد طائفي، يخشى كثير من اليمنيين يخشون اشتعالها في أية لحظة، في ظل خطابهم العدائي للسنة، ومحاولاتهم السيطرة على مساجد العاصمة وفرض خطباء “شيعة”، مما أثار تخوفات كبيرة لبعض السنة، وبدأت تظهر أصوات سنية تطالب بوقف ما وصفته “بمحاولات التشييع” و”الخطة الإيرانية للمد الشيعي” حتى لو باستخدام القوة.
ويشكو المواطنون  حسب ما ورد في موقع “يمن فويس” من ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، مترافقاً مع قلة الطلب مقارنة بالسنوات الماضية، حسبما ذكر تاجر يدعى حمود العوامي أن الطلب قليل هذا العام رغم ثبات الأسعار.
وأضاف: “العام الماضي كان البيع كثيراً.. هذا العام البيع قليل والغنم متوفرة وكل شيء والأسعار لا بأس بها.. مابش ارتفاع”.
وحتى سكان العاصمة الذين تتيح لهم مواردهم المالية شراء الأضاحي فقد ألقى تردي الوضع الأمني ظلالا من الكآبة على استعدادهم لاستقبال العيد.
وقال رجل يدعى حسين صالح “لا يوجد فرحة باليمن والأمن متدهور. ما فيش حكومة توجد. فكوا الحبل على الغارب. كل واحد يعمل الذي يشتي (يريد). الناس المخربين كثروا”.
وقال يمني آخر من أهالي العاصمة يدعى علي الصباري “لن تكتمل الفرحة في ظل هذه الأوضاع المتدهورة أمنيا ولا يوجد أيضا دولة في الوضع الحالي ولا يتم بسط القانون ونظام القانون في معظم أرجاء المحافظات. يوجد هناك ميليشيات وحروب مما يؤثر وينكد من تحرك المواطن واستقباله العيد بفرحة”.
وقال مواطن آخر ساخرا ومتحسراً: “الحوثيون لن يذبحوا خرافاً للعيد … أظنهم سيكتفون بذبح فرحة اليمنيين”.
على صعيد آخر باتت بوادر استقلال جنوب اليمن عن شماله واستعادة الجنوبيين لدولتهم السابقة، تناقش في أروقة الغرف المغلقة لدول إقليمية وغربية، عقب سيطرة جماعة أنصار الله “الحوثيين” على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد.
وأصبحت قضية استقلال الجنوب اليمني محل النقاشات والتأويلات في الكثير من القنوات الفضائية ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام المحلية، الأمر الذي اعتبره مراقبون سياسيون بالـ “الفزاعة” التي تستخدمها قوى محلية وإقليمية لتخويف المجتمع الدولي بانفصال جنوب اليمن في حال استمرت جماعة أنصار الله باسطة سيطرتها على محافظات شمالية ومنها العاصمة صنعاء .
وفي هذا الشأن قالت صحيفة “عكاظ” السعودية إن هناك مخططات تخريبية تقودها عناصر ذات ارتباط بالتحالف الإيراني في اليمن تهدف إلى تدمير الجيش اليمني وإحلال عناصر الحوثي كبديلة عنه.
وأضافت أن تلك المخططات تهدف أيضا إلى إنهاء الوحدة اليمنية خاصة بعد تلويح ممثلين عن جماعة الحوثي بعدم رفضهم لقرار الجنوبيين الانفصال وتقرير المصير.
وكان زعيم جماعة أنصار الله “عبد الملك الحوثي” أكد في خطابه التلفزيوني الذي وصفه بخطاب الانتصار عقب تمكن جماعته من السيطرة على صنعاء، أنهم سيقفون جنباً إلى جنب مع مطالب الجنوبيين بما يتوقون إليه، وهو ما أكدته قيادات بارزة في الجماعة لاحقاً.
إلى ذلك قال المحلل السياسي اليمني “عبد الباقي شمسان” في حديث لقناة “بي بي سي” إن سيطرة جماعة أنصار الله على العاصمة صنعاء وما سبقها ولحقها من تحركات سياسية في بقية المحافظات الشمالية من البلاد ستدفع بعض الجنوبيين المؤيدين للوحدة اليمنية بالتخلي عنها والاصطفاف مع الجنوبيين لدعم جهود استقلال جنوب اليمن عن شماله.
 
وأشار إلى أن العامل المساعد للجنوبيين باستعادة دولتهم هو أن مشروع الحوثيين يقوم على استعادة حكمهم على الشمال اليمني أو ما يعرف بـ “الجمهورية العربية اليمنية”.
 
في غضون ذلك أكد نشطاء في جنوب اليمن أن مسؤول في السفارة البريطانية زار محافظة عدن في اليومين الماضيين والتقى مجموعة من نشطاء الحراك الجنوبي لمعرفة مطالبهم ومعرفة آرائهم حول الأحداث الأخيرة في صنعاء.
 
وأكدوا أنهم عرضوا عليه مطالب وأهداف ثورتهم السلمية التي أوشكت على إنهاء عامها الثامن، مشيرين بأن المسؤول البريطاني أبدى تفهماً لمطالبهم ووعدهم بإيصالها للسفيرة البريطانية في صنعاء.
 
المسؤول البريطاني طالب النشطاء الجنوبيين بخلق قيادة موحدة لحراكهم السلمي تكون الواجهة السياسية للحراك في المحافل الدولية، الأمر الذي رد عليه النشطاء بتبني بريطانيا مبادرة خاصة لتوحيد قيادات جنوب اليمن أسوة بالمعارضة السورية.
 
ويستعد جنوبيو اليمن لإحياء الذكرى الـ 51 لاندلاع ثورة 14 من تشرين الأول/ أكتوبر التي توجت بخروج الاستعمار البريطاني من عدن في العام 1967، وذلك بفعالية كبرى ينوي الحراك الجنوبي إقامتها في ساحة احتجاج مركزية في عدن، في الوقت الذي تداولت وسائل إعلام محلية عن توافق جنوبي لإسقاط المحافظة في قبضة قوى الحراك الجنوبي في ذلك اليوم الذي من المتوقع أن يتوافد فيه مئات الآلاف من جميع المحافظات الجنوبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كن مراسلاً، أرسل خبرك هنا