الكتابة على الجدران.. سلوك المجانين أم مرآة الواقع
الكتابة على الجدران ظاهرة ملفتة للنظر وخصوصاً في الطرقات العامة والمدارس وجدران المنازل حيث تتضمن ألفاظا بذيئة إن دلت فإنما تدل على فكر أو خلق أو تصور يحاول كاتبه تجسيده في هذا أو ذاك الجدار .
وهذا النوع من الكتابة يؤذي جمال الأحياء ويشوه الجدران وخصوصاً مع تفشيه بدرجة كبيرة ، ولم تنتهي ظاهرة الكتابة فقط على جدران المنازل والطرقات العامة بل وصلت إلى المدارس حيث يتفنن الشباب في رسوماتهم من خلال استخدام وسائل عديدة منها استخدام الرش والطباشير، والأقلام، والفرش العريضة .
كما تعد هذه الظاهرة ظاهرة ذات دلالات ومعاني كونها تحولت إلى سلوك غير حضاري يتنافى مع الذوق العام عندما تحولت معانيها ومفاهيمها وأهدافها وأماكنها لشيء من التخريب ، فهي تعبير نفسي يعيشه كاتب هذه العبارات ومرآة عاكسة لداخليته .
وللحديث عن أسباب وعلاج هذه الظاهرة تحدثت “رصد نيوز” للأخصائي تركي الحربي حيث قال :” يعتقد الكثيرون بأن الكتابة على الجدران Graffiti هي سلوك غير سويّ لأنّها ليست المكان الصحيح للتّعبير عن الرأي بصورة حضاريّة. و يعتقد آخرون بأنّ ظاهرة الكتابة على الجدران تزداد سوءاً عندما يكون محتوى الكتابة سلبيّ ، كأن يؤثّر سلبيّاً على الوحدة الوطنية بين أبناء المجتمع الواحد و يتعارض مع سياسات الدولة في تقوية الوحدة الوطنية. فانتشار الكتابة السلبيّة قد تُعرّض الوطن لمشاكل التنافر بين المواطنين بدلاً من التعاون والّتكاتف لحلّ مشاكل المجتمع الحقيقية كالبطالة والأميّة والجريمة.
مؤكداً أن هذه الظاهرة تعطي صورةً سلبيّةً عن المجتمع بأكمله من خلال ما تمثّله هذه الفئة فقط من قيم متطرّفة تتعارض مع قيم المجتمع الأصيلة .
كما أشار إلى أن ما نراه على الجدران في كافة المناطق هو عبارة عن كلمات فارغه وعبارات مسيئة , وهذا عائد إلى الصراعات الداخلية النفسية التي يعيشها شبابنا ما بين سنة 12 إلى 18 سنة وهذه الصراعات هي صراعات عائلية ناتجة من عدم تلبية رغباتهم ، أو ضعف في التعليم الدراسي .
كما نرى أن المراهق وصغير السن يلجأ إلى تفريغ انفعالاته وإخراج ما بداخلة بالكتابة على الجدران ، فنلاحظ أن نوعية الكتابة هي آهات أحياناً وحنيناً لأماكن أو أشخاص في حين أخر ، بالإضافة إلى عدم المقدرة للوصول إلى أماني لا تتحقق ، أو الشوق لشخص بعيدا العين ,
وأكد انتشار ظاهرة الكتابة على السيارات حيث فكثير من الشباب يعمد إلى كتابة عبارات ملفتة على نوافذ سياراتهم لجذب انتباه المارة .
وأضاف :” لقد تفشت ظاهرة الكتابة على الجدران لدرجة شوهت الكثير من المرافق العامة ، ومن مظاهرها قيام بعض الصبية بكتابة بعض العبارات تعبيرا عن تشجيعهم أو تأييدهم الجارف للفريق الرياضي الذي يشجعه أو التعبير عما يجيش في نفوسهم من مشاعر سلبية تجاه الآخرين .
وبالنسبة للأسباب قال :” هناك العديد من الأسباب منها نفسية انفعالية أو للفت نظر الآخرين أو لتشويه سمعة الغير ، أو لتخليد الذكرى للمكان المزار ، كما أن أحد الأسباب أيضاً تعصب الشباب لفريق معين أو قضية معينة ، أولتفريغ شحنات مكبوتة داخل هذه الفئة تنعكس آثارها في مثل هذه السلوكيات .
وحول إمكانية إيجاد حلول للحد من هذه الممارسات قال :” علاج هذه الظاهرة يستوجب تضافر الجهود بين المدرسة والمنزل والمسجد والجهات الحكومية جميعاً ، مقترحاً توعية الأسر بالأساليب التربوية المناسبة وتخصيص مراكز شبابية بغرض استثمار أوقات الفراغ وافتتاح النوادي الرياضية المناسبة وكذلك تفعيل الجانب الإعلامي وتخصيص أماكن مخصص للكتابة في بعض الميادين العامة .
مؤكداً ضرورة وضع عقوبة صارمة على من يقوم بهذا العمل معتبراً هذا السلوك سلوك سيئ لأن فيه تعدي على ممتلكات الغير ومخالفة للأنظمة والقانون ، كما أشار إلى أهمية وضع بعض اللافتات في الشوارع التي تحث الشباب إلى الابتعاد عن مثل هذه الأعمال والتقليل من شأن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال .
وفي الختام قال :” لابد من قيام مؤسسات المجتمع و مؤسسات الدولة الرسمية و الخاصة والمؤسسات التعليمية بتثقيف الشباب و توضيح المضامين السلبيّة للكتابة على الجدران ، أما بالنسبة لوسائل الإعلام بجميع أشكالها فعليها تثقيف المجتمع كله حول نتائج الكتابة على الجدران و تأثيرها على صحة المجتمع وتطوّره ، وفي الوقت ذاته يجب على الإعلام إتاحة فرص أكبر للشّباب حتى يعبّر عن آرائه بشكل صحي ومشروع بعيداً عن السريّة وتجزّيء المجتمع الواحد وتحوّل أحيائه ومدنه إلى أشخاص لا تربطهم سوى صلات قانونيّة رسميّة بينما تتباعد عن بعضها روحياً وثقافياً وفكرياً.
جدران المدارس لوحات فنية فاشلة وغياب للمعنيين
رغم بدأ العام الدراسي الجديد إلا أن جدار العديد من المدارس في منطقة مكة مازال على حاله تزينه كتابات الشباب بشكل غير حضاري …
منيرة سعيد معلمة قالت :” الكتابه على أسوار المدارس ظاهرة وعادة سلوكية سيئة انتشرت بين الشباب بشكل واضح لأنها أسلوب غير حضاري موضحة أن هذه الظاهرة تعمل على تشويه الشكل الخارجي والداخلي للمدارس وقد يكون لها بعد نفسي كون الكتابة تفرغ العديد من الشحنات السلبية التي تختلج نفوس الشباب مؤكدة صعوبة القضاء عليها تمارس بشكل سري وبعيد عن أعين الرقابه المدرسيه في أكثر الأوقات .
كما أكدت أن أكثر الأشخاص ممن يقوموا بهذا العمل هم من الشباب المنقطع عن الدراسة والذي يعاني من الفراغ الكبير الذي يدفعه إلى مثل هذه الممارسة التي تستوجب الدراسة ، لافتة إلى أن التربية ركن أساسي في تهيئة الطلاب للالتزام بنظافة المكان الذي يعيشون فيه فكلما كانت التربية سيئة فسوف يكون احترامه للآخرين والأنظمة والسلوك سيء أيضاً .
وأضافت :” أن سلوكيات بعض أولياء الأمور من انحرافات سلوكية وعدم مبالاة لأمور أولادهم سواء داخل المنزل أو خارجه , يدفع بعض الأبناء إلى التعبير عن تلك المشاكل بهذه الطريقة السيئة .
وحول الحلول للقضاء على هذه الظاهرة قال :” يجب أن تتضافر الجهود بين المدرسة والمنزل ، وإلقاء الخطب والمحاضرات التي تحث على عدم اتباع مثل هذا السلوك ، بالإضافة لمتابعة الأهل وإبعادهم عن رفاق السوء لأنهم سبب رئيسي في الانحراف ، وأشارت إلى ضرورة المعاهد الصيفية وذلك بغرض قضاء أوقات الفراغ بما يعود عليهم بالنفع والمحافظة على هذا الوقت الضائع .
كما أكدت على أهمية حصص التربية الفنية وكونها تفرغ العديد من الشحنات السلبية وعلى ضرورة مجالس الآباء وذلك لمتابعة أبنائهم وحثهم على التعبير عما يجول في خواطرهم أثناء تلك الحصص .
وفي الختام طالبت أصحاب القرار في البلديات بمراقبة المرافق العامة وإجراء صيانة مستمرة لها بحيث تتم عملية دهان الأسطح التي تتعرض للكتابة و ذلك حتى لا تبقى الكتابة عالقة لفترات طويلة.
يذكر أن الكتابة على الجدران هي :” ترك الرسومات أو الأحرف على الجدران أو الأشياء بطريقة غير مرغوب فيها أو بدون إذن صاحب المكان ، وترجع أصولها للحضارات العتيقة (قدماء المصريون والإغريق والرومان وغيرهم)
يعتقد أن ممارسة الجرافيتي موجودة منذ قديم الزمان ، أيام الحضارة الفرعونية و الإغريقية و الرومانية , تطور الجرافيتي عبر الزمن واليوم يسمى بالجرافيتي الحديث وهو يعرف بالتغيرات العامة لملامح سطح عن طريق استخدام بخاخ دهان أو قلم تعليم أو أي مواد أخرى.]
رسم الجرافيتي على سطح عام أو خاص دون الحصول على إذن من مالك السطح من الممكن أن يعتبر نوع من التخريب والذي يعاقب عليه القانون في معظم دول العالم. يستخدم الجرافيتي غالباً لإيصال رسائل سياسية و اجتماعية وكشكل من أشكال الدعاية. ويعتبر أيضاً أحد أشكال الفن الحديث ، ويمكن مشاهدته في صالات العرض العالمية .
[youtube id=”K2ozS2PebVU”]
موضوع رائع وفعلا أتسائل دوما هل إنتشار هذه الظاهره ناتجه على قمع وغياب للغات التعبير ووسائلها أو تعطش دائم لما هو كل ممنوع مرغوب؟؟ أم فقط ظاهره مستوحاه من العالم الغربي؟؟ أم يمكن إعتبارها فنا من فنون التعبير كما مايراه الشباب..
لماذا لايكون هناك مكان لرعاية هؤلاء الشباب فبعض الكتابات تدل فعلا على موهبة الشباب ولكن للأسف لم يستغلها ويضع تلك الموهب في مكانها المناسب
الكتابة علی الجدران سلوك يعبر عن ثقافة الشخص ومدی المستوی الدراسي الذي يحمله .. فنتمنی ان تتلاشی هذه الظاهرة من مجتمعنا باسرع وقت .. واشكر كل من كتب وابدع
مقال وتحقيق روعه فعلا قضية اجتماعية انتشرت بكل حي .
لا شك بأن الكتابة على الجدران ظاهره غير حضاريه وقد انتشرت في معظم الأحياء الشعبية والشوارع الرئيسية وعلى أثرها قد تشوه الكثير من الجدران و التي معظمها من المنازل أو من المرافق العامة وللأسف الشديد بأن معظم الكتابات يغلب عليها سن المراهقة من 12 الي 16 سنه وقد اكدت بعض الدرسات العلميه بأن هذه الفئه يعانون من ضغوطات نفسيه فهي تعبير عما في داخلهم .
توسعت الكتابة علی الجدران الی بيوت الله ولا حول ولاقوة الا بالله نشكركم علی الطرح والابداع في الموضوع .
يجب ان تفرغ طاقات الشباب والفتيات في السبيل الصحيح وتثقيفهم عن عواقب الامور التي قد يمرون بها. اسأل الله لهم المعافاه والتقوى.
تحليل رائع من الاستاذ تركي الحربي
ابدعت يا اخصائي كعادتك فانا من المتابعين لكتاباتك ومواضيعك وان شاء الله نراك في صحف اخری .
الكتابة علی الجدران سلاح ذو حدين فيه اشياء سلبية وفيه اشياء ايجابية السلبية الكتابات السخيفة والايجابية اننا نكتشف مواهب ابداعية نشكر صحيفة رصد علی التحقيق الجميل .
فيها كتابات لما نقراها نتاثر لانو تعبر عن معاناة للكاتب بس مو علاج الكتابة هي تفريق طاقات داخلية لكن ممكن نلقی لها بديل باستغلال الفراغ بالرياضة وكل ماهو مفيد .. شكرا صحيفة رصد شكرا محققه ميساء شكرا استاذ تركي شكرا استاذه منيرة ..
قضية ومشكلة اجتماعية منتشرة في كل مكان وتعطي صورة عكسية عن المدينة والحي ياليت تكون فيه عقوبات رادعه لكل انسان يكتب وشكرا الله يعطيكم العافيه علی الموضوع
الكتابة علی الجدران اصبحت تنفيس للشباب وتعبير لهم وهم لا يعرفون انهم يشوهون صورة البلد .
موضوع رائع وقضية جديرة بالطرح
انصحكم بقراءة كتابات الاخصائي الاجتماعي فانا من المتابعات له بالصحيفة وبتويتر فأنا من المعجبات به الله يحفظه لاولاده .
الكتابة علی الجدران داء العصر ويحتاج الی توعية للشباب من جميع الجهات الاعلامية والمقروءه والمشاهدة حتی يتم استئصال هذه المشكلة الاجتماعية .
اقترح من البلديات في كل حي ومنطقة وضع لافتات في كل ممشی للتعبير عن داخل الانسان واظهار ابداعاته لتبقی جدرانونا نظيفة وسليمة .
كلام جميل وربي يعطيكم العافيه
والله يهدي شبابنا وشباب المسلمين
هناك دراسة اثبتت ان الانفعالات النفسية قد يترتب عليها ردود فعل خارجية ومنها التعبير عن الامور الداخلية والتنفيس عنها فينتج عنها الكتابة علی الجدران
هذي مشكلة نعاني منها في المدارس خاصة المرحلة المتوسطة والثانوي وتحتاج الی تكاتف بين المدرسة والمنزل للقضاء عليها .
مقال جدا ممتاز وتحقيق رائع اتمنی نشرة في صحيفة الرياض او الجزيرة شكرا صحيفة رصد والی الامام .
يديكم العافية علی الموضوع كلكم منورين الله يوفقك ويكتب اجركم بصراحه كلام مرة جميل
الكتابة علی الجدران مشكلة والي اعظم منها لما تاصل لبيوت الله فياليت لو يكون فيه عقوبات تعزيرية .
مقال في الصميم ويمس الواقع وللاسف انتشر بكثرة حتی اصبح فيه شفرات بين المجرمين .
موضوع رائع وجميل شكرا لكل من كتب وحقق وتحدث في الموضوع بالتوفيق والی الامام
لو نستفيد من بعض المواهب في بعض الجرايد كرسومات كاركاتير وياخذوا عليها مكافأت ماليه يكون افضل مثل بعض المشاهير الان .
يقول الشاعر
وما من كاتب الا سيفنی ويبقی الدهر ماكتبت يداه فلا تكتب بكف غير شئ يسرك في القيامة ان تراه
صح لسانك
انا من وجهة نضري ان الكتابه ع الجدران فكره سيئه يجب ان يكون لها حد
صح لسانكك
التعليق