كاتب (أقوم قيلاً): تدريس القرآن لدينا (تبّع وسمِّع).. واهتمامي بالأديان بدأ في سن مبكرة

نلتقي هنا بكاتب أقل ما يمكن وصف فكره بأنه.. عميق، هو كاتب(أقوم قيلا) أكثر الكتب مبيعاً في معرض الكتاب الدولي بالرياض ، باحث في الأديان والحضارات الأستاذ سلطان الموسى …تشرفنا بلقائه عبر صحيفة ” رصد نيوز الإلكترونية” .. فكان لنا معه الحوار التالي:

  • من هو سلطان الموسى لمن لا يعرفه ؟

سلطان موسى الموسى , مواليد عام 1987 م , بكالوريوس إدارة مالية من جامعة الملك سعود بالرياض عام 2009 م, أعمل الآن كمشرف في إدارة العقود بأحد المستشفيات الحكومية , وربما عُرفت لدى الناس في مجال بعيد عن حياتي الأكاديمية والمهنية وهو مجال اهتمامي بالأديان وتاريخ الحضارات , مع العلم أنني لا أقدم نفسي كرجل دين أو عالم في الشريعة لِما تتطلبه هذه المسميات من تخصصات أكاديمية, ولكني أطرح نفسي دائماً كباحث في الأديان والحضارات وكشخص يهوى قراءة الكتب وتقصي المعلومات ومن ثم مشاركة الناس ما قد يفيدهم منها ..

  • ذكرت في لقاء لك انك بحثت في مجال الأديان من عمر 12, وفي لقاء آخر ذكرت أن نقطه تحولك وبحثك في الأديان كان في عمر 18 بعد لقائك مع الملحد العربي في بريطانيا, فما هي حقيقة اهتمامك بالأديان ؟

نعم صحيح , اهتمامي في الأديان الأخرى بدأ في عمر صغير وكان ذلك بعد أن عرفت من خلال خادمتنا المسيحية أنها تؤمن بعيسى ومريم عليهما السلام وهي من ديانة أخرى , فعرفت أن هناك روابط بيننا وبينهم ويحتاج ذلك مني أن أقرأ لأكتشفها رغم قلة المصادر والوسائل للتعرف إلى الديانات الأخرى آنذاك , واستمر الحال على درجة قليلة من الاهتمام وحب الإطلاع والفضول إلى أن حصل الموقف الذي ذكرته في كتابي عن القصة التي التقيت بها مع ملحد في بريطانيا والتي دفعتني هذه المرة للبحث في ديني أنا – الدين الإسلامي – وأن أفهمه و أتدبر فيه قبل باقي الديانات ..أستطيع أن ألخص المسألة بأن (الاهتمام) كان من عمر صغير ولكن لحظة (الإنفجار والبحث الفعلي) وتحولي من إسلام الميلاد إلى إسلام اليقين كانت بعد عمر الثامنة عشر ..

  • كتاب (أقوم قيلا) هو أول كتاب تم نشره لك واتفقت آراء القراء على أن الكتاب جيد لكنه غير مشبع.. ومعلوماته بسيطة هل هذه الآراء أخذت تفكيرك لكتابه جزء ثاني أكثر عمقا ؟

في الحقيقة ما دفعني إلى تقديم كتاب (أقوم قيلاً) هو موجة الإلحاد التي ظهرت مؤخراً مع تطور شبكات التواصل الاجتماعي وتحديداً عندما لاحظت تأثير ذلك. لهذه الموجة في أفكار الشباب , فلم أكن أرغب في كتم ما أعرفه حيال هذه الشبهات كوني مررت فعلياً بمثل هذه التجربة من الشك والبحث , وإيماناً مني بأن عدد كبير من الشباب ممن قد يتعرض للشبهات والأفكار الإلحادية قد يحملها في نفسه ويؤمن بها تدريجياً دون أن يبحث عن ردها كونه يدرك أن ذلك يتطلب مجهوداً في البحث والقراءة في المجلدات والكتب, من هنا جاءت فكرة أن أقوم بتأليف كتاب يجمع أفكاري وبحثي وأن يكون (أبجديات) أو (مدخل) إلى عالم الأديان والرد على الإلحاد ..حتى يبدأ ذلك في فتح شهية الشباب والشابات للتحول إلى قراءة الكتب الفكرية وكتب الأديان شيئاً فشيئاً بعدما ساد الاهتمام بروايات الحب والقصص وغير ذلك ..فأقوم قيلا صحيح أنه كان بسيطا ولكني أردته أن يكون بسيطا كما ذكرت في مقدمة الكتاب ليكون وجبه خفيفة لأي شخص لم يعتد أن يقرأ في هذا المجال العميق…وكما قال الأستاذ خالد الباتلي (سلطان أعطاك المفاتيح وأنت من عليك البحث والاستزادة) ..أمّا الانتقاد مثلاً بالكتاب كونه غير مشبع فأنا أرى لو أنني اشتريت كتاباً عنوانه (مبادئ القانون) مثلاً ..سيكون من غير اللائق أن انتقد الكتاب لأنه لم يتعمق مع إدراكي انه مبادئ ! وهذا حال من انتقد (أقوم قيلاً) بحجة أنه غير مشبع رغم أني ذكرت أنه مبادئ وأبجديات للرد..والحمد لله ..القبول الذي حصل عليه الكتاب سيدفعني بإذن الله إلى إصدارات أخرى في المستقبل وستكون متعمقة بشكل أكبر إن شاء الله.

  • انتقاد علق في ذهن سلطان الموسى ومن كان صاحب هذا الانتقاد ,ولماذا ؟

الحمد لله كمسلم أنا مؤمن بأنه ما من كتاب لا ريب فيه إلا القرآن الكريم , وأن جميع الكتب عبر التاريخ تتعرض للانتقاد والنقاش والرد ونحوه , كتابي كذلك تعرض لانتقادات بعضها هدامة لا تفيد الكاتب , وبعضها بناءة وتفيد الكاتب في المستقبل , وكوني في أول تجربة لتأليف كتاب , حرصت كل الحرص أن اهتم بالانتقادات البناءة وأن تعلق جميعها في ذهني كونها ستقويني وتفيدني في إصداراتي الأخرى ..أما عن وجود انتقاد محدد بعينه فربما سبق الإجابة عليه في السؤال الثالث وهو عن كون الكتاب غير مشبع وردي كان بأن ذلك مقصود وهو من طبيعة الكتاب الذي أردته أن يكون وجبة خفيفة ونقطة انطلاق للبدء في القراءة بهذا المجال ..استطيع أن أقول أن الانتقاد الذي علق بذهني هو ما وصلني عبر الانترنت من إحدى الأخوات التي قالت :كتابك مختصر وبسيط استطيع أن أطلق عليه مقرر (101 أديان) ..

رغم أنها ذكرت ذلك في سبيل الانتقاد كون الكتاب بسيط وغير متعمق إلا أنه علق في ذهني لأنه أيضاً ما كنت أريد للكتاب أن يكون..

  • ردك على بعض من قال أن سلطان الموسى يوجد به نرجسيه وظهرت ذلك في كتابه من خلال جملة على سبيل المثال ((كتب الكاتب ))((سبحان الذي ربط على قلبي بان جعلني ابحث وأحاول أن استكشف بنفسي الدين مره أخرى وأبحر في معانيه فلربما لو كان شخص غيري لانصاع لشبهات هذا الملحد )

صحيح وصلني هذا الانتقاد لأكثر من مرة , وردي عليه أن من فهم هذا الكلام على أنه نرجسية لم يكن منصفاً ! فأنا ذكرت هذا الكلام في مقدمة الكتاب تعريفاً بنفسي وتوفير إجابة لكل من سيتساءل بسؤال بديهي مع نفسه وسيقول (من يكون سلطان الموسى هذا الذي لا يظهر عليه مظهر رجل الدين والذي لم يتخصص في الشريعة حتى يؤلف كتاباً في هذا المجال؟) ..هذا ما دفعني للحديث عن نفسي مكرهاً في المقدمة وتقديم نبذة مختصرة وشرح سبب تأليفي للكتاب وبطبيعة الحال أنني سأتحدث عن نفسي ..!

الاقتباسات المذكورة في السؤال لم تأتي في سياق التفاخر بالنفس..بل الناقد المنصف سيدرك أنني ذكرتها بعد جمل كثيرة انتقدت فيها جهلي السابق حين قلت (لم أكن أعرف سبب صحة ديني غير أنني ولدت عليه) (كنت لا أتدبقلبي.أتفكر المهم بالنسبة لي أنني أصلي وأصوم ) (كنت مثل أصحابي لا أعرف حتى ماذا يعني دعاء الاستفتاح) (انتصر علي الملحد بسبب جهلي وبسبب ثقتي العمياء بأني درست في مدارسنا ما يزيد عن نسبة 60% من مواد الدين) ..بمعنى أنني انتقدت نفسي كثيراً في المقدمة وانتقدت جهلي السابق ولكن قولي المذكور في السؤال جاء في صياغة (شكر وحمد لله) كونه احتواني وربط على قلبي ..فأنا أتواصل اليوم مع ملحدين وأرى بأنهم تعرضوا لمثل موقفي ومع ذلك كانت النتيجة سلبية وانصاعوا للإلحاد لذلك قلت (ربما لو كان غيري) ولم أجزم..ثم هل حين أشكر الله سبحانه لأنه احتواني وقتها سيجعلني ذلك نرجسياً ؟! أتمنى أن لا يبالغ بعض النقّاد دائماً في تفسير كل حديث عن النفس على أن صاحبه نرجسي دون أن يكون لدى الناقد منهجية كاملة في فهم المحتوى من غير بتر لبعض الاقتباسات..

  • مدى تأثر سلطان الموسى بالشيخ فارس الدعوة احمد ديدات رحمه الله ؟

رحم الله فارس الدعوة أحمد ديدات ..أنا بلا شك تأثرت تأثراً كبيرا به خصوصاً بما يتعلق بقضية الديانة المسيحية كون الشيخ ديدات اهتم بها أكثر من الديانات الأخرى أو المعتقدات المختلفة كالإلحاد والوجودية..ولكن في النهاية أنا تأثرت به , سواءً كان تأثري في أطروحاته وأفكاره..أو حتى في بحوثي الشخصية التي يتضح تأثري أحياناً بأسلوبه ..ولا عجب ..فهناك رجال عابرون..وهناك مدارس خالدة ..

  • تدريس القران في مدارسنا  لا يشعر الطالب بقداسه القران, في حال أوكلت إليك الوزارة المنهج المتبع وطرق تدريس الدين والقران على وجه الخصوص, فماذا ستصنع من تغير في المنهج المتبع؟

كما قلت في أحد اللقاءات , يجب أن يتم تغيير طريقة التدريس لدينا التي تقوم على (تبّع وسمّع) بحيث تكون حصة القرآن عبارة عن تدريس منهجي له ..وتبيان لطريقة تدبره وشرح لقصصه وفهمه أحسن فهم , وكذلك تحصين أفكار الأجيال القادمة لما يمكن أن يستغله الآخرين في طرح الشبهات حول بعض الآيات وذلك بقبول اسئلة الطلاب ومناقشتها, ويبقى الأهم في تبيان عظمة بلاغة القرآن ومعجز كلماته..

  •  كيف ترى تأثير مناهج التعليم بشكلها الحالي على النواحي الفكرية المتعلقة بفهم الدين ؟

تم نقاش هذا الموضوع كثيراً في مجتمعنا  وعن ضرورة تغيير بعض مناهجنا وتطويرها لتكون الفائدة أكبرالحق.لطالب من الناحية العلمية والفكرية , والحمد لله في الفترة الأخيرة تطورت مناهجنا شيئاً فشيئاً , مازلت أتطلع إلى تغييرات أكبر بحيث تضم مناهجنا مقارنات الأديان والكتب السماوية والخلافات الفكرية والفلسفية والطائفية بين ثناياها ..عندها سيكون التأثير أكبر على الناحية الفكرية وسيزيد بشكل أكبر لفهم ديننا الإسلامي ولماذا هو الدين الحق .

  • كيف ترى دور الدعاة والعلماء لدينا في التوعية والتبصير بخطر الفكر المتطرف ؟

لا يمكننا جعل الدعاة والعلماء في قالب واحد للحديث عنهم في هذه القضية , كونهم مختلفين فيما بينهم تجاهها ,لكن مؤخراً أعجبني كثيراً حديث بعضهم وتعليقه على أفعال الجماعات الإرهابية والخوارج ومع ذلك لازلت أتطلع إلى مزيدٍ من تعرية هؤلاء الضالين وتبيان حقيقة الإسلام ولماذا لا يمثل هؤلاء المتطرفين الدين الصحيح ..

  • أين ترى نفسك في المستقبل.. وفي أي المجالات سنراك ؟

لو تعرضت لهذا السؤال في الماضي لما استطعت أن أتنبأ بأن يصدر لي كتاب أو أن يبرز اسمي في مجال الأديان ..لذلك أحب أن اكتشفت ما يخبئه القدر وثقتي بالله سبحانه كبيرة, ولكن رؤيتي الشخصية المنبثقة من تخطيطي المستقبلي هي أن أكون مؤلف ناجح ومحاضر مؤثر بإذن الله ..

  •  كلمه توجهها ولمن ؟

الكلمة سأوجهها إلى كل من يصلني ثنائهم ودعمهم وتشجيعهم من متابعي، فأنا فعلاً أجد نفسي محرج كثيراً من عدم قدرتي على الرد على الجميع وشكرهم على لطفهم ودعمهم ..ولكني من هذا اللقاء اشكرهم فرداً على متابعتي وثقتهم بي..وأسأل الله أن أكون عند حسن ظن الجميع بإذن الله ..

 

4 thoughts on “كاتب (أقوم قيلاً): تدريس القرآن لدينا (تبّع وسمِّع).. واهتمامي بالأديان بدأ في سن مبكرة

  1. تدريس القران في مدارسنا لا يشعر الطالب بقداسه القران, في حال أوكلت إليك الوزارة المنهج المتبع وطرق تدريس الدين والقران على وجه الخصوص, فماذا ستصنع من تغير في المنهج المتبع؟

    كما قلت في أحد اللقاءات , يجب أن يتم تغيير طريقة التدريس لدينا التي تقوم على (تبّع وسمّع) بحيث تكون حصة القرآن عبارة عن تدريس منهجي له ..وتبيان لطريقة تدبره وشرح لقصصه وفهمه أحسن فهم , وكذلك تحصين أفكار الأجيال القادمة لما يمكن أن يستغله الآخرين في طرح الشبهات حول بعض الآيات وذلك بقبول اسئلة الطلاب ومناقشتها, ويبقى الأهم في تبيان عظمة بلاغة القرآن ومعجز كلماته.
    …………………..
    كلام مهم واقتراح سديد

  2. أحياناً استغرب من المدارس العالمية التي تُدرس الطالبات فقط القران الذي ب كتاب التفسير ونحفظ منه سورة واحدة وليس ب أكملها يجب اتباع الأنظمة بجميع المدارس
    أيضاً ان مدارس العالمية تجمع جميع كتب الاسلامي بكتاب واحد و مختصر ??

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

كن مراسلاً، أرسل خبرك هنا